أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم الخضر النميري الحراني الدمشقي الحنبلي، أبو العباس، تقي الدين ابن تيمية الإمام، شيخ الإسلام. ولد في حران سنة (661 هـ) وتحول به أبوه إلى دمشق فنبغ واشتهر. وطلب إلى مصر من أجل فتوى أفتى بها، فقصدها، فتعصب عليه جماعة من أهلها فسجن مدة، ونقل إلى الإسكندرية. ثم أطلق فسافر إلى دمشق سنة 712 ه، واعتقل بها سنة 720 وأطلق، ثم أعيد، ومات معتقلا بقلعة دمشق سنة (728 هـ) فخرجت دمشق كلها في جنازته.
كتاب يحتوي على مجموعة من الرسائل التي أرسلت إلى شيخ الإسلام ابن تيمية، وتحتوي هذه الرسائل على علوم التوحيد والعبادات وغيرها، جمعها الشيخ جمال الدين القاسمي، من كتاب «الكواكب» لابن عروة، وطائفة من كتب ابن تيمية وفتاويه، كما تحتوي على رسائل أخرى لشيخ الإسلام وكانت هذه المسائل يكتبها شيخ الإسلام أو يمليها دون مراجعة كتاب من الكتب. وهي من الآيات البينات على سعة علمه وحفظه.
يعد الكتاب من أضخم الموسوعات الشرعية، التي تُغنيك عن اقتناء الكثير من أمهات الكتب؛ لشمولها، وتنوعها، وعمقها، وسلاسة أسلوبها، ووحدة منهجها. وقد تناول الكتاب العقائد، وعلم الكلام، والمنطق، والفلسفة، والمناظرات، واشتمل على: الفقه وأصوله، والتفسير وأصوله، والحديث وأصوله، والتصوف وأصوله، وغير ذلك. ولا يمثل الكتاب المذهب الحنبلي فقط، بل قد يدلل - في مواضع منه - على أن ابن تيمية كان مجتهدًا مطلقًا، ولم يكن أسيرًا للمذهب الحنبلي.
كتاب يعرض عقيدة أهل السنة والجماعة في إيجاز وتكثيف، ويبين ما أرساه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في نفوس الصحابة من الإيمان بالله واليوم الآخر، وبالقضاء والقدر، .... ثم هو يتناول أصول أهل السنة والجماعة: من ضرورة اتباع آثار الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتصديق بكرامات الأولياء .... والكتاب صغير حجمه، إلا أنه دسم، يحفل بالأصول العقدية، التي لا غنى للمسلم عن تعلمها والعمل بها.